يُعد الدماغ المركز الأساسي الذي يتحكم في جميع وظائف جسم الإنسان، حيث يقوم بمعالجة المعلومات وتنسيق الأنشطة المختلفة بين الأجزاء المتعددة للجسم، مما يمكّن الفرد من أداء مهامه اليومية بفعالية. علاوة على ذلك، يعمل الدماغ على تنظيم جميع وظائف الأعضاء من خلال شبكة الأعصاب التي تنقل الإشارات بينها وبين الدماغ. تتواجد كمية كبيرة من الأعصاب في النخاع الشوكي، والتي تُعرف بالأعصاب الشوكية، بينما تُعرف الأعصاب التي تنقل الإشارات في منطقة الرأس والعنق بالأعصاب القحفية، والتي تنشأ مباشرة من الدماغ.
تتألف الأعصاب القحفية من اثني عشر زوجًا، كل منها يحمل رقمًا واسمًا محددًا. من بين هذه الأعصاب، يُعتبر العصب الخامس أو العصب الثلاثي التوائم الأكثر تأثيرًا، إذ يتفرع إلى ثلاثة فروع تغطي مناطق متنوعة من الوجه، بما في ذلك الفك والجبهة ومنطقة وسط الوجه. وتتمثل الوظيفة الأساسية لهذا العصب في نقل الإشارات العصبية من وإلى تلك المناطق، مما يؤثر بشكل مباشر على الإحساس والحركة في الوجه.
عندما يتعرض العصب الخامس لمشكلات صحية، قد يشعر المصابون بآلام شديدة وقاسية قد تصل إلى حد التفكير في الانتحار كخيار نتيجة شدة الألم. تتجلى آلام هذا العصب في نوبات تُصيب أحد جوانب الوجه، وأحيانًا قد تصيب الجانبين في حالات استثنائية، وتظهر هذه النوبات بشكل مفاجئ مما يعيق المريض عن القيام بالأنشطة اليومية، حيث يجد صعوبة في مضغ الطعام والكلام وكذلك في تناول الطعام.
محتويات
آلية عمل العصب الخامس
يُعتبر العصب الخامس من الأعصاب الأساسية التي تحمل الإحساس والحركة في الوجه، حيث يساهم في نقل الإحساس إلى مناطق محددة في الوجه، بما في ذلك التجويف الأنفي والتجويف الفموي، من خلال ثلاثة فروع: الصدغ والعين والفك السفلي. كذلك، يحتوي هذا العصب على جزء صغير يُساعد في دعم وظائف عضلات المضغ بواسطة الفك السفلي.
أسباب الإصابة بمرض العصب الخامس
- تنجم إصابة الأعصاب في الرأس غالبًا عن الضغط المفرط على الأوعية الدموية المقاربة، مما يؤدي إلى تلف الإشارات الكهربائية التي تنتقل عبر الأعصاب.
- قد يرتبط ظهور المرض بأمراض دماغية أو وجود أورام في الدماغ.
- في كثير من الأحيان، تظل أسباب هذا المرض غير معروفة، ومع ذلك، يعد الضغط على الأوعية الدموية هو السبب الأكثر شيوعًا.
- يمكن أن يكون فيروس الحماق الحزامية أحد مسببات هذا المرض.
- قد يكون السبب وراء المرض عوامل ثانوية مثل التصلب المتعدد، أو وجود أورام في مناطق الدماغ.
- يمكن أن يسهم الإجهاد والقلق وكذلك التعرض لنوبات حزن شديدة في تفاقم الحالة.
أعراض العصب الخامس
- يبدأ المريض بمعاناة آلام حادة في منطقة معينة، تشبه الصدمات الكهربائية، مع شعور بالحرقان يستمر لبضع ثوانٍ. وعادةً ما تكون هذه الآلام واقعة على جانب واحد من الوجه، تمتد من منطقة الأذن إلى الصدغ والفم. تتكرر هذه النوبات بشكل دوري، ويمكن أن تدوم لفترات تتراوح بين ساعات وأسابيع، وأحيانًا لعدة أشهر قبل أن تنقطع وتعود مرة أخرى بشكل أكثر حدّة.
- تتعرض الأعصاب المجاورة للعصب الخامس لخطر التلف.
- تسبب هذه الحالة آلامًا دورية في الجلد والأغشية المخاطية، وأيضًا في أوجاع بين الأسنان المستندة على العصب الخامس.
- قد يفقد المريض الإحساس في نصف وجهه أو أحيانًا في الوجه بالكامل.
- يُعاني المصاب من نوبات ألم متقطعة تظهر وتختفي بشكل مفاجئ، مع تكرارات متفاوتة المدة.
- يمكن أن تؤدي الإصابة إلى ضعف في العضلات المسؤولة عن المضغ.
- تنتشر آلام العصب الخامس في مناطق الصدغ والعين والفك السفلي.
تشخيص مرض العصب الخامس
تتضمن الفحوص الطبية اللازمة لتشخيص ألم العصب الخامس إجراء أشعة مثل تخطيط العضلات والأعصاب، بالإضافة إلى تصوير الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي. وتهدف هذه الفحوص إلى التأكد من عدم وجود أوعية دموية تضغط على العصب الخامس.
أساليب العلاج
- تتفاوت طرق علاج العصب الخامس باختلاف حدة الألم، سواء كان نتيجة لورم أو عوامل ثانوية. في حال وجود ورم، قد يتطلب الأمر إجراء عملية جراحية لإزالته.
- يُعالج الألم باستخدام مسكنات بسيطة وأدوية مضادة للتشنج، ويمكن استخدام أدوية مضادة للاكتئاب ومهدئات للقلق.
- في بعض الحالات، قد يحتاج الطبيب إلى التدخل الجراحي أو العلاجات التداخلية، وذلك بناءً على تقييم الحالة الصحية للمريض. يُنصح أيضًا بتجنّب المصادر المسببة للقلق والحزن، بالإضافة إلى محاولة عدم لمس الوجه لتفادي تفاقم الألم، ويمكن أن يكون التدليك الخفيف للوجه مفيدًا.