أعلنت الحرب العالمية الأولى بعد مقتل ولي العهد الدولة

اندلاع الحرب العالمية الأولى بعد اغتيال ولي العهد

اندلاع الحرب العالمية الأولى بعد اغتيال ولي العهد
اندلاع الحرب العالمية الأولى بعد اغتيال ولي العهد

أُعلنت الحرب العالمية الأولى في أعقاب اغتيال ولي العهد في الإمبراطورية النمساوية المجرية، حيث صدمت أوروبا بخبر وفاة الأرشيدوق وزوجته في الثامن والعشرين من يونيو عام 1914. أدت هذه الحادثة إلى اندلاع الحرب في أغسطس من نفس العام واستمرت لأربع سنوات حتى انتهائها عام 1918، مخلفة دمارًا هائلًا لم يكن له مثيل في التاريخ البشري.

تفاصيل اندلاع الحرب العالمية الأولى

تفاصيل اندلاع الحرب العالمية الأولى
تفاصيل اندلاع الحرب العالمية الأولى

تدور أحداث الحرب العالمية الأولى التي بدأت في أوروبا في 28 يوليو 1914 وانتهت في 11 نوفمبر 1918، والتي وصفها الكثيرون بأنها “الحرب التي ستنهى جميع الحروب”. شارك في هذه الحرب أكثر من سبعين مليون جندي، منهم ستون مليونًا من البلدان الأوروبية، مما جعلها واحدة من أكبر الصراعات في التاريخ.

قُتل خلال هذه الحرب أكثر من تسعة ملايين مقاتل وسبعة ملايين مدني. كما كانت هذه الحرب سببًا في ارتكاب العديد من جرائم الإبادة الجماعية وانتشار وباء الإنفلونزا الإسبانية في عام 1918، الذي أودى بحياة ما بين 50 إلى 100 مليون شخص حول العالم، مما أسفر عن ارتفاع معدلات الخسائر البشرية نتيجة للتقدم التكنولوجي والصناعي من جانب القوى المتنازعة.

تحت وطأة حرب الخنادق، شهدت الفنون فترة من الركود. تُعتبر هذه الحرب واحدة من أكثر النزاعات دموية وأشدها وطأة في التاريخ، وقد أسفرت عن تغييرات جذرية على الساحة السياسية، بما في ذلك الثورات التي حدثت بين عامي 1917 و1923 في الدول المشاركة، إضافة إلى أن النزاعات التي لم تحل أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية بعد عشرين عامًا.

تسمية الحرب العالمية الأولى لأول مرة في سبتمبر 1914

تسمية الحرب العالمية الأولى لأول مرة في سبتمبر 1914
تسمية الحرب العالمية الأولى لأول مرة في سبتمبر 1914

في سبتمبر 1914، قام الفيلسوف الألماني إرنست هيكل بوصف الحرب بأنها “الحرب العالمية الأولى”. حيث قال:

لا شك أن مسار الحرب الأوروبية سيكون مطابقًا لمسار الحرب العالمية الأولى بمعناها الحرفي. السبب الأول الذي أدى لهذه الحرب هو اغتيال القومي اليوغوسلافي الصربي جافريلو برينسيب للأرشيدوق النمساوي فرديناند وزوجته في 25 يونيو 1914. تلا ذلك إنذار النمسا والمجر لصربيا في 23 يوليو، مما أدى إلى اندلاع ما يُعرف بأزمة يوليو. بسرعة، أتى هذا الصراع ليجذب جميع القوى الأوروبية الكبرى وتحالفاتها الاستعمارية.

نطاق المعارك خلال الحرب العالمية الأولى

نطاق المعارك خلال الحرب العالمية الأولى
نطاق المعارك خلال الحرب العالمية الأولى

شهدت العديد من الدول مشاركتها في هذه الحرب، بما في ذلك دول من أوروبا والولايات المتحدة وروسيا ودول الشرق الأوسط وأخرى من مختلف أنحاء العالم. انقسم العالم إلى جانبين متعارضين؛ حيث شكلت دول المحور، مثل النمسا والمجر وألمانيا وتركيا، الطرف الأول، بينما كان الحلفاء يتألفون من دول مثل بريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.

إعادة تشكيل التحالفات توسعت بمشاركة المزيد من الدول، حيث انضمت إيطاليا واليابان والولايات المتحدة إلى القوى الحليفة، بينما ضمت الإمبراطورية العثمانية ومملكة بلغاريا إلى قوات المحور. بين عامي 1912 و1913، أدت حروب البلقان والنزاعات الروسية النمساوية والمنافسات ضد الإمبراطورية العثمانية إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. انتهت هذه الحرب بهزيمة دول المحور عام 1918.

في 25 يوليو، أصدرت روسيا أوامر بالاستعداد للحرب، وبعد قصف النمسا والمجر للعاصمة الصربية في 28 يوليو، تم تدابير التعبئة الجزئية للقوات العسكرية القريبة. بحلول 30 يوليو، تم الإعلان عن تعبئة عامة للجيش الروسي، وفي اليوم التالي تم اتباع نفس النهج من قبل النمسا والمجر وألمانيا.

عندما طلبت ألمانيا الإذن من روسيا والتحقت القوات الفرنسية بالقتال لاستعادة الألزاس واللورين، بدأت الحرب بشكل فعلي مع إعلان روسيا الحرب في 1 أغسطس.

أسباب الحرب العالمية الأولى

أسباب الحرب العالمية الأولى
أسباب الحرب العالمية الأولى

ثمة العديد من الأسباب، مباشرة وغير مباشرة، التي أدت إلى نشوب الحرب العالمية الأولى، وأبرزها:

  • الأيديولوجيات القومية التي ساهمت في انتشار الفتن والصراعات حول العالم، بما في ذلك الحروب التي نشبت في أوروبا.
  • تزايد العسكرة في العديد من الدول، حيث كانت ألمانيا تمتلك القوة العسكرية الكبرى في ذلك الوقت.
  • تشكيل التحالفات بين دول أوروبا لتحقيق المنافع المتبادلة، حيث تتصدى الدول الحليفة لاعتداءات أي منها.
  • انتشار السيطرة الأوروبية على العديد من دول العالم بهدف زيادة قوتها وثروتها.

نتائج الحرب العالمية الأولى

نتائج الحرب العالمية الأولى
نتائج الحرب العالمية الأولى

أسفرت الحرب العالمية الأولى عن نتائج متعددة، من أهمها:

  • ظهور آليات حربية متطورة، مثل الغازات السامة والطائرات.
  • فقدت الدول الأوروبية جزءًا كبيرًا من ثرواتها، حيث منيت بخسائر في المجالات المالية والاقتصادية.
  • أعداد كبيرة من الضحايا وخسائر بشرية فادحة.
  • استراتيجيات القوات الألمانية كانت تركز على القتال في جبهتين ضد فرنسا وروسيا.

فيما يتعلق بالتخطيط العسكري، وضعت فرنسا خططها لنشر قواتها في الغرب قبل أن تتحرك شرقًا، عُرف هذا التخطيط بـ”خطة شلفن”. في 2 أغسطس، طلبت ألمانيا المرور عبر بلجيكا، وهو ما اعتبر ضروريًا لتحقيق انتصار سريع، لكن عندما رُفض الطلب، دخلت القوات الألمانية بلجيكا في 3 أغسطس وأعلنت الحرب على فرنسا.

التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للحرب العالمية الأولى

التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للحرب العالمية الأولى
التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للحرب العالمية الأولى

استخدمت الحكومة البلجيكية معاهدة لندن لعام 1839 لتأكيد التزاماتها، مما أدى إلى إعلان بريطانيا الحرب على ألمانيا في 4 أغسطس وفرض الحرب على النمسا والمجر في 12 أغسطس. استغل الحلفاء هذه الفرصة لتعزيز نفوذهم بفضل الاستيلاء على الممتلكات الألمانية في الصين والمحيط الهادئ.

في 24 أغسطس، حققت صربيا تقدمًا ميدانيًا ملحوظًا ضد النمسا والمجر مع معركة الجاز. وانتهى الهجوم الألماني المفاجئ في فرنسا ومعركة مارن عام 1918. كانت الجبهة الغربية مشهورة بحرب الاستنزاف والاتجاه في الخنادق منذ عام 1917، حين شهدت جيوش روسية المكان وفقًا لاتفاقها مع فرنسا لمهاجمة ألمانيا على مدى خمسة عشر عامًا. يُعرف هذا الحدث في الإمبراطورية النمساوية المجرية بيوم التعبئة.

في نوفمبر، انضمت الإمبراطورية العثمانية إلى دول المحور وفتحت جبهات في القوقاز وبلاد الرافدين وشبه الجزيرة العربية. وبحلول عام 1915، انضمت إيطاليا إلى تلك القوى، وانضمت بلغاريا للمحور في عام 1916. ومع غرق السفن الأمريكية على يد الغواصات الألمانية، بدأ الألمان في كتابة سيناريوهات لتحريض المكسيك ضد الولايات المتحدة.

أعلنت الولايات المتحدة الحرب على ألمانيا في 6 أبريل 1917، مما أدى إلى انهيار المقاومة العسكرية الروسية، مما فتح المجال لإعادة توزيع القوات الألمانية على الجبهة الغربية. ثم وقعت روسيا معاهدة “بريست ليتوفسك” مع القوى المركزية للخروج من الحرب.

أدت ثورة فبراير في روسيا إلى إنهاء الحكم القيصري وظهور حكومة مؤقتة. لكن الاستياء الشعبي من تكاليف الحرب أدى إلى ثورة أكتوبر. أحدثت الحرب العالمية الأولى تغييرات جذرية في أوروبا والشرق الأوسط، ولا تزال آثارها محسوسة حتى اليوم.

Scroll to Top