لقد تغيرت نظرتنا للوسواس القهري في الآونة الأخيرة، فلم يعد يُعتبر مجرد شكل من أشكال القلق. بل أصبحت المفاهيم المرتبطة به تتسع لتشمل مشاعر الخوف والقلق الاجتماعي، مما يجعله يشبه الإدمان. في هذا المقال، سنتناول الحدود القصوى لعلاج الوسواس القهري، حيث يتساءل الكثير من الناس عن المدة المناسبة للعلاج، وينتابهم القلق عند تأخر النتائج. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد، تابعنا في هذا الشأن.
محتويات
الفترة القصوى لعلاج الوسواس القهري
يتكون العلاج من شقين رئيسيين؛ الأول هو استخدام الأدوية، والثاني هو تعديل السلوك وتنظيم الديناميكية العصبية للفرد.
قد يحتاج الشخص إلى الاستمرار في العلاج لمشاكل الوسواس بكافة أنواعها لمدة تتراوح بين 3 و4 أشهر كحد أقصى.
- العلاج الدوائي: يُستخدم لتحسين نتائج العلاج بشكل أسرع.
- تُعتبر مثبطات امتصاص السيروتونين من الخيارات الدوائية التي تعزز مستوى السيروتونين في مناطق مختلفة من الدماغ، وهذا له اثر على الحالة المزاجية.
- الفترة العادية لتناول هذه الأدوية تتراوح بين 8 إلى 12 أسبوعًا.
- قد لا يشعر بعض الأفراد بتحسن فوري، لكن 20٪ فقط منهم يتخلصون من الأعراض بعد تناولها.
- العلاج السلوكي: يختلف هذا العلاج عن العلاج النفسي التقليدي، حيث يسعى إلى تنظيم العمليات الداخلية في الدماغ التي تؤدي إلى الأعراض.
- يتطلب الطبيب من المريض القيام بمجموعة من التمارين والتجارب، فضلاً عن شراء أدوات فعالة لمواجهة تلك الأعراض.
مراحل علاج الوسواس القهري
تشمل عملية العلاج عدة مراحل يجب اتباعها بدقة للوصول إلى الشفاء الكامل، وسنستعرض هذه المراحل بالتفصيل فيما يلي.
- المرحلة الأولى: تدرك فيها الشخص أن الخطوة الأولى للتعافي تتطلب إيمانه بأنها ستعمل، فهو يدرك أن الوسواس يشبه الإدمان.
- تتضمن هذه المرحلة توضيح الاضطرابات ورغبة العلاج لأفراد العائلة، حيث يجب أن يعلم الجميع أنهم جزء من هذه العملية العلاجية، وإلا سيتعرضون لصراعات داخلية.
- يجب تجنب النزاعات الناتجة عن شعور المصاب بعدم النظافة ورؤيته للأشياء كمعرضة للتلوث.
- المرحلة الثانية: يُجبر الأفراد على البحث عن أشياء تُدخل عليهم السعادة وتساعدهم على تجاوز الأفكار السلبية.
- يجب أن يشارك المريض في الأنشطة العامة والعائلية ويشغل نفسه بما يُفيد، مبتعداً عن المشاكل.
- المرحلة الثالثة: تُستخدم الأدوية المهدئة عند ازدياد تفكير الشخص أثناء النوم، حيث تُساعد على التخلص من الأرق وتهدئة الأفكار المشوشة.
- يمكن استشارة طبيب نفسي لسحب الطاقة السلبية من المريض من خلال نقاشات بناءة.
تمارين للتعامل مع الوسواس القهري
- التمرين الأول: يُستخدم كآلية للبرمجة الإيجابية للأفكار الداخلية.
- أولاً، استلقي على ظهرك على الأرض وأغمض عينيك.
- تنفس عشر مرات حتى تشعر أن الأكسجين قد وصل لكل أركان جسمك.
- ابدأ في حوار داخلي مع نفسك واستعرض أمور إيجابية لتحقيق سلام داخلي.
- استخدم أسلوب تكرار العبارات المحفزة التي تعزز الإرادة وتدفعك للاستمرار وعدم الاستسلام.
- قم بممارسة هذا التمرين يوميًا لمدة خمس دقائق على الأقل لتغذية العقل الباطن وتحقيق نتائج مرضية.
- التمرين الثاني: هو من الأساليب المعروفة التي تلعب دورًا في حل مشكلات الإحباط والتوتر.
- هذا التمرين يرفع مستوى الطاقة الإيجابية ويعزز القوة الشخصية والإرادة.
- لتنفيذ هذا التمرين، يمكنك أن تكون في أي وضع مريح سواء جلوسًا أو وقوفًا.
- احتفظ بالنفس لمدة 5 ثوانٍ ثم أطلق الزفير.
- قم بإجراء حوار داخلي مع نفسك خلال ممارسة التنفس العميق.
- بعد ممارسة هذا التمرين لمدة 10 أيام، يمكنك الانتقال للتمرين الثالث.
- التمرين الثالث: يُعد من أفضل الطرق لتحسين إدارة أفكارك وحواراتك الداخلية.
- تتمثل خطوات هذا التمرين في القيام بالتنفس العميق ثلاث مرات ثم إشغال الحوار الداخلي لإقناع نفسك بأن هذه الأفكار ليست سوى أوهام.
- خلّص نفسك من المعتقدات الخاطئة التي لا تعكس الحقيقة لتوضيح أسباب مشاكلك.
- استمر في التركيز وتغيير المكان والنشاط الذي كنت فيه.
هل يمكن الشفاء من الوسواس القهري؟
هذه من الأسئلة الملحة التي يثيرها كثيرون، نظرًا لأن الوسواس القهري يُعتبر من الأمراض العقلية والنفسية المرهقة.
- يجب أن تعرف أن الوسواس القهري هو مرض مزمن وليس له علاج نهائي، إلا بإرادة الشخص المصاب.
- الأعراض غير ثابتة، إذ قد تظهر وتتلاشى وتعود مرة أخرى، ولا يوجد علاج يقضي عليها نهائيّا.
- هناك من يعتقد أن هذه الأعراض قد تكون ناتجة عن عوامل وراثية، وكل ما يمكن القيام به هو السيطرة على الأعراض.
- فكرة الشفاء التام تُعتبر صعبة، حيث أنها تستند إلى معتقدات يتعلمها الأفراد.
- توجد طرق متعددة للسيطرة على الأعراض تشمل العلاج النفسي، والعلاج الدوائي، والعلاج المغناطيسي.
الحمد لله، تم الشفاء من الوسواس القهري
رغم أن الوسواس القهري يعد حالة مزمنة يصعب علاجها كليًا، إلا أن القدرة على السيطرة على الأعراض وتقليل تأثيرها تظل ممكنة.
- تتغير بعض العادات والسلوكيات مع مرور الوقت أثناء العلاج، ويدرك المريض أن وسواس التلوث لم يعد مُسيطرًا عليه كما كان من قبل.
- يمتنع عن الانشغال المفرط بالأشياء مثل الأقفال وأنظمة الأمان.
- يزيد مستوى الثقة بالنفس، مما يُمكّنه من مواجهة المسؤوليات بشكل أفضل وبفعالية أكبر.
- يستطيع المريض التعامل مع المواقف التي تسبب له القلق والتوتر بشكل طبيعي.
- يعيش الشخص حياته بشكل صادق وواقعي، دون محاولة خلق صورة مزيفة لنفسه.
لقد تناولنا تفاصيل الوسواس القهري من تعريفه إلى المدة القصوى لعلاجه، والمراحل التي ينبغي اتباعها، بالإضافة إلى التمارين الفعالة والأمل في الشفاء. نود أن نؤكد على أهمية الرجوع إلى متخصص للحصول على المشورة والتوجيه المناسب.