في هذا المقال، نستعرض أهم المعلومات المتعلقة بالمسيح الدجال، الذي يُعتبر أعظم فتنة تمر على الأرض، وقد ورد ذكره في الأحاديث النبوية الصحيحة كتحذير للأمة الإسلامية. وقد أوضح رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من التفاصيل التي ينبغي على الجميع إدراكها، بما في ذلك الفتن التي يسببها المسيح الدجال والقدرات الخاصة التي منحها الله له. تعد هذه الفتنة بمثابة ابتلاء من الله تعالى لعباده، ومن ينجح في تجنبها فقد نجا. يتضمن المقال توضيحًا لعلامات وفتن المسيح الدجال كأداة تحذير وتنبيه، فلا تفوتوا متابعته.
محتويات
أهم المعلومات عن المسيح الدجال
معنى المسيح
كلمة المسيح تعني أصلًا “الممسوح”، وهي تحمل دلالات متضاربة. فالمعنى الإيجابي يشير إلى سيدنا عيسى بن مريم، الذي يُعتبر المسيح الذي يهدي الأعمى ويبرئ الأبرص، ويقضي على المسيح الدجال، وبذلك يكون المسيح هو الذي يمسح الباطل.
أما المقصود بالمسيح الدجال فهو الذي يمسح الأرض ويزيل منها الخير والهداية، ناشرًا الفساد فيها، ويُدعى للمسيح لأنه أعور ويمسح العين.
وفي آخر الزمان، سيقضي المسيح (عيسى بن مريم) على المسيح الدجال.
معنى الدجال
كلمة “دجل” تعني التغطية أو الكذب.
الدجال هو المدلس الكاذب الذي يروج للأكاذيب والباطل.
يطلق على الشخص الذي يخفى الحق بالباطل اسم الدجال، وذلك لأن المسيح الدجال يدعي الألوهية ويخفي الحقيقة بأفعاله السحرية التي يدهش بها الناس في آخر الزمان.
المسيح الدجال في الحديث الصحيح
فتنة المسيح الدجال
يُعتبر ظهور المسيح الدجال أعظم فتنة يمكن أن تحدث على وجه الأرض، ولا توجد فتنة أكبر من هذه. ومن يتجنبها فقد نجا في الآخرة.
- قال هاشم بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ما بين خلق آدم حتى قيام الساعة، خلق أكبر من الدجال”، وفي رواية أخرى: “أمر أكبر من الدجال”، وهو حديث صحيح في صحيح مسلم.
يشير هذا الحديث إلى أن الدجال هو أعظم فتنة تعرضت لها البشرية منذ نزول آدم إلى الأرض.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أنس بن مالك: “ما بعث الله نبيًا إلا أنذر أمته من الدجال الأعور الكذاب، وإنه أعور ولكن ربكم ليس بأعور، فإنه مكتوب بين عينيه كافر، ويقرأه كل مؤمن.” هذا الحديث خرجه البخاري وأخرجه الألباني في صحيح الجامع.
تطرق رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى بعض علامات المسيح الدجال، محذرًا منها. فهو أعور، وعليه كلمة “كافر” بين عينيه، وله عينان، واحدة ممسوحة والأخرى سليمة.
- وفي حديث آخر طويل عن أبي أمامة الباهلي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وإنَّ من فتنتِه أنَّ معه جَنَّةً ونارًا، فنارُه جنةٌ، وجنتُه نارٌ، فمَن ابتُلِيَ بنارِه فلْيَستغثْ باللهِ، ولْيقرَأْ فواتِحَ الكهفِ.” صدق الألباني، ورواه أبو داود وابن ماجة، وورد في صحيح الجامع.
يوضح هذا النص أن المسيح الدجال يحمل في جعبته جنة ونار، فمن يدخل النار فقد دخل الجنة، ومن يدخل الجنة فقد أدخل النار.
- ومن نفس الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “وإذا أراد أن يفتن شخصا ما، يسلط عليه ويقتله، ثم يشق جسده بالمنشار حتى يصل إلى نصفين، ثم يقول: “انظروا إلى عبدي هذا، فأنا سأبعثه.” ثم يزعم أن له إلهاً آخر غير الله، فيبعثه الله ويقول له الشيطان الخبيث: “من ربك؟.” فيقول: “ربي الله، وأنت عدو الله، أنت الدجال، والله لم أكن قط أكثر بصيرة بك من اليوم.
ويُعتقد أن الدجال يمتلك القدرة على إحياء الأموات، وهي من القدرات التي أودعها الله فيه.
صفات الدجال الخلقية
عن عبادة بن الصامت، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إني قد حدثتكم عن الدجال، حتى خشيت ألا تفهموا. إن مسيح الدجال رجل قصير أفحج، جعد، أعور، مطموس العين، ليس بناتئة ولا حجراء.” ورد في صحيح أبي داود، وحدثه الألباني.
في هذا الحديث، وُصف الدجال بأنه قصير القامة و “أفحج”، أي يباعد بين رجليه أثناء المشي، ويُعرف شعره بأنه “جعد” وعينه “مطموسة”، أي غير بارزة. فإذا حدث لبس أو اختلط عليكم الأمر نتيجة كثرة الفتن التي يثيرها، فتذكروا أنه أعور، وأن الله تعالى ليس أعور.
عمر الدجال بعد ظهوره
في حديث عن النواس بن سمعان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لمدة أربعين يوما، يوم مثل السنة، ويوم مثل الشهر، ويوم مثل الجمعة، والأيام الباقية كأيامكم.” رواه مسلم.
يقضي الدجال أربعين يومًا في الأرض حيث تُمثل الأيام بشكل غير عادي، فيكون يوم مماثل لسنة ويوم لمثل شهر، ويكون باقي الأيام كالأيام العادية.
مكان خروج الدجال
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يخرج الدجال من أرض المشرق، ويقال له: خراسان، يتبعه قوم كأن وجوههم الدراهم المطرقة.” ورواه الترمذي وابن ماجة وأحمد، وحكاه الألباني.
خراسان تشير إلى منطقة شرق العراق، ويتبعه اليهود والمغول، و”المجان المطرقة” تشبه أداة الطحن المغطاة بالجلد، مما يعني أن وجوههم عريضة.
قدرات المسيح الدجال
سرعة انتقاله
يتحرك المسيح الدجال بسرعة عالية، حيث يجوب كل شبر من الأرض عدا مكة المكرمة والمدينة المنورة.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن طريق أنس بن مالك، بأنه لا يوجد بلد إلا وسيطؤه الدجال، باستثناء مكة والمدينة، حيث لا يمكنه الدخول إليهما بسبب حماية الملائكة، وستحدث اهتزازات ثلاث في المدينة، وسيخرج الله كل كافر ومنافق. ورد هذا الحديث في صحيح البخاري.
يأتي المسيح ومعه جنة ونار
تم ذكر هذا الحديث مسبقًا وشرحه في هذه المقالة.
يستجيب الجماد والحيوان لأمره
في جزء من حديث طويل عن النواس بن سمعان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن القوم يأتون ويدعون النواس بن سمعان ويستجيبون له، فيأمر الله السماء أن تمطر، وينبت الأرض، وتأتيهم السلع بكثرة وجودة، وهذه النعم تستمر معهم طوال حياتهم. لكن عندما يرفض النواس دعوتهم لاحقًا، يحرمهم الله من تلك النعم. وعندما يمر النواس بخربة، يأمرها أن تظهر له كنوزها، ويتبعها كما يتبع النحل أسرابها. وهذا الحديث مذكور في صحيح ابن ماجة، وأخرجه الألباني.
يقل شابًا ثم يحييه
في جزء من حديث طويل عن أمامة الباهلي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وإن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها، ينشرها بالمنشار حتى تصبح قسمين، ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا، فإني أبعثه، ثم يدعي أن له ربا غيري، فيبعثه الله ويسأله الشيطان الخبيث: من ربك؟ فيجيبه بأن ربي الله وأنت العدو لله، أنت الدجال، والله لم أكن يومًا أعلم بك أكثر مني اليوم.” روى هذا الحديث الألباني ونقله أبو داود وابن ماجة وورد في صحيح الجامع.
قصة المسيح الدجال للأطفال
يتضمن هذا المقطع جميع علامات المسيح المزعومة بطريقة تفاعلية تناسب الأطفال.
يمكنكم أيضًا الاطلاع على الصفات الخلقية للمهدي المنتظر.