محتويات
التمايز بين الأضحية والعقيقة
تعد الأضحية طقوسًا دينية أساسية في الإسلام، وتهدف إلى التقرب إلى الله تعالى من خلال الذبائح التي يقوم المسلم بتقديمها خلال أيام النحر، والتي تبدأ منذ أول أيام عيد الأضحى وتستمر حتى أيام التشريق. وقد ذكر الله تعالى في سورة الحج: “ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ.”
أما “العقيقة”، فهي الذبيحة التي تُقدم احتفالاً بمولد الطفل، وتعتبر سنة مؤكدة. وعادةً ما تُذبح في اليوم السابع من الولادة، ولكن يمكن تأخيرها حسب الحاجة. وقد قال النبي محمد – صلى الله عليه وسلم -: “الغلامُ مُرتَهَنٌ بعَقيقتِه؛ يُذبَحُ عنه يومَ السَّابعِ.” ويجوز ذبح شاتين للذكر وشاة واحدة للأنثى.
أي الخيارات أولى: الأضحية أم العقيقة؟ وهل يمكن الجمع بينهما؟
اتفق معظم الفقهاء على أن كلاً من الأضحية والعقيقة سنة مؤكدة أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم، لذا يُنصح بأدائهما من حيث الذبح والتضحية، بشرط أن يكون لدى الشخص القدرة على ذلك. وإذا لم تكن هناك استطاعة، فيجوز له تأخيرهما، مع مراعاة الأسبقية الزمنية.
في حال تزامن يوم عيد الأضحى مع يوم العقيقة، وهناك صعوبة في إتمام كليهما، يؤكد بعض الفقهاء أنه يمكن الجمع بينهما، بينما يرى آخرون أن الأفضل هو تقديم الأضحية أولًا نظراً لأهميتها الربانية المحددة في التاريخ، بينما يمكن تأجيل العقيقة.
يظهر الاختلاف بين المذاهب الفقهية الأربعة حول كيفية الجمع بين الأضحية والعقيقة. فالمذهبان الحنبلي والحنفي يُجيزان الجمع بينهما في ذبيحة واحدة، باعتبار أن القصد من كليهما هو التقرب إلى الله – سبحانه وتعالى – من خلال الذبح، مشبهين ذلك بدمج تحية المسجد في صلاة الفريضة. بينما يختلف المذهبان المالكي والشافعي، حيث يؤكدان أنه لا يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة في ذبيحة واحدة، وأن كلا منهما له هدف مختلف؛ فالأضحية تمثل فداء للنفس، بينما العقيقة تمثل فداء للطفل المولود.
هل يُسمح بالجمع بين الأضحية والعقيقة وفقًا لإسلام ويب؟
تم طرح هذا السؤال على موقع إسلام ويب، وقد أفاد الفقهاء بأن هناك اختلافات بارزة بين العلماء حول جواز الجمع بين الأضحية والعقيقة. فقد وافق الحنابلة والحنفية على إمكانية الجمع بينهما، فيما اتجه الشافعية والمالكية إلى عدم جواز ذلك.