تتجلى أهمية إبر المناعة بعد العلاج الكيميائي في قدرتها على تعزيز مناعة الجسم. تحتوي هذه الإبر على البروتينات الأساسية التي يحتاجها الجسم لإنتاج كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية. تبرز أهمية الكريات الدم البيضاء في حالة مرضى السرطان، حيث تلعب دورًا بارزًا في تعزيز مناعة الجسم. سنتعرف في السطور التالية في موسوعتنا على تأثير إبر المناعة بعد العلاج الكيميائي وكيفية تعزيز مناعة مرضى السرطان.
محتويات
إبرة المناعة بعد العلاج الكيميائي
يُعتبر السرطان من أخطر الأمراض على صحة الإنسان، حيث يؤثر بشكل كبير على الجسم وأجهزته المختلفة، مما يؤدي إلى عدم أداء وظائفها بصورة صحيحة. يظهر تأثير كبير على جهاز المناعة، مما يجعل المريض عرضة لضعف المناعة، خصوصًا بعد تلقي العلاج الكيميائي أو الإشعاعي. في الفقرات التالية، سنتناول المزيد بشأن إبرة المناعة وأهميتها لمرضى السرطان.
- عند البدء في استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، يتعرض الجهاز المناعي لمشكلة في إنتاج كريات دم بيضاء نتيجة تأثر نخاع العظم، المسئول عن إنتاج جميع مكونات الدم، بما في ذلك:
- كرات دم بيضاء.
- كرات دم حمراء.
- صفائح دموية.
- مع استمرار العلاج الكيميائي، يبدأ عدد كرات الدم البيضاء بالتناقص، وفي بعض الحالات قد يضطر الطبيب إلى إيقاف العلاج الكيميائي.
- تحتوي إبرة المناعة على بروتينات ضرورية يحتاجها النخاع الشوكي لإنتاج الكريات البيضاء، ويظهر نقص المناعة على المريض بعد حوالي 8 أيام.
- تعتمد جرعة إبر المناعة على عدة عوامل تتعلق بالمريض، منها:
- طول المريض.
- وزن المريض.
- الحالة الصحية العامة، وما إذا كان يعاني من أمراض أخرى.
- نوع السرطان الذي يتم علاجه.
- تستخدم إبر المناعة للمرضى الذين يتلقون علاجًا يؤثر على المناعة، مما يؤدي إلى انخفاض عدد كريات الدم البيضاء، ويحتاجون لتحفيز نخاع العظم لإنتاج كرات دم بيضاء، مثل:
- الأشخاص الذين أجروا زراعة نخاع العظم.
- الأشخاص الذين تبرعوا بالخلايا الجذعية.
- الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيميائي.
طريقة استخدام إبر المناعة تحت الجلد
تُستخدم إبر المناعة بشكل روتيني لعلاج السرطان وحالات أخرى تتطلب تلقي الأدوية التي تؤثر على مناعة الجسم بعد العلاج الكيميائي والإشعاعي. يتم استخدام إبر المناعة بالطريقة التالية:
الجرعة
- تحدد الجرعة من قبل الطبيب وفقًا لحالة المريض.
- تُعطى الإبرة المناعية بعد 24 ساعة من تلقي العلاج الكيميائي.
- تُستخدم إبر المناعة بشكل يومي خلال فترة محددة من قبل الطبيب، وتتراوح بين 3 أيام وحتى 14 يومًا.
طريقة الاستخدام
- ينبغي تنظيف مكان الحقن باستخدام قطعة قطن مبللة بالكحول.
- تحديد موضع الإبرة مع الإمساك بالجزء الآخر من اليد.
- يجب مسك الحقنة بطريقة مشابهة لمسك القلم.
- يجب أن تكون الحقنة عمودية أو بزاوية بسيطة على الجلد.
- إذا ظهر الدم في الطرف الأمامي من الحقنة عند إدخالها في الجلد، فهذا يدل على أنه يمكن إجراء الحقن بشكل آمن.
- يتم دفع الدواء داخل الجسم عبر الحقنة عند الضغط عليها.
- يجب تغيير موضع الحقن في كل مرة لتجنب حدوث تقرحات.
- في حالة الشعور بألم أو احمرار في موضع الحقن، يمكن وضع كمادات دافئة لتخفيف الألم.
مواضع الحقن العضلي بالجسم
يمكن حقن إبر المناعة في أربع مناطق مختلفة بالجسم، ومنها:
- منطقة البطن على بعد 2 بوصة عن السرة.
- الجزء الأمامي من الفخذين.
- الجزء العلوي الخارجي من الأرداف.
- الجزء الخارجي من أعلى الذراع.
طريقة حفظ إبر المناعة
- يجب الاحتفاظ بإبر المناعة في الثلاجة.
- لا ينبغي ترك الإبر خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين، خاصة في فصل الصيف.
- يتم سحب الإبرة قبل موعد الاستخدام بـ 30 دقيقة لتقليل آثار الحقن.
أعراض انخفاض المناعة بعد العلاج الكيميائي
يظهر انخفاض المناعة بعد تلقي العلاج الكيميائي بين 7 و10 أيام، مما يتطلب إعطاء الجرعات من الأجسام المضادة لزيادة مناعة الجسم والوقاية من العدوى. تتمثل أعراض نقص المناعة في:
- ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق 37.8 درجة مئوية.
- الإصابة بالسعال والكحة المستمرة.
- ظهور قرحات في الفم والتهابات في اللثة والحلق.
- الإصابة بالإسهال.
- انخفاض عدد الصفائح الدموية، وتظهر أعراضه في:
- نزيف من الفم واللثة.
- تغير لون البراز إلى الداكن أو الأسود.
- تغير لون البول إلى الأحمر أو البني.
- تظهر تجمعات دموية وكدمات في مناطق مختلفة من الجسم.
- ظهور نفاط حمراء تحت الجلد.
- الشعور بصداع شديد.
- الشعور بالغثيان والرغبة في القيء.
كيفية عمل إبرة المناعة
يساعد استخدام إبر المناعة على تنشيط نخاع العظام لإنتاج كريات الدم البيضاء التي تحمي الجسم من العدوى. بعد استخدام الإبر، تتفاعل مع الجسم على النحو التالي:
- يحتوي الدم على 3 أنواع من الخلايا، كل منها لها وظيفة مختلفة:
- كرات الدم الحمراء: المسؤولة عن نقل الأكسجين وتخليص الجسم من ثاني أكسيد الكربون.
- كرات الدم البيضاء: المسؤولة عن حماية الجسم من العدوى.
- الصفائح الدموية: المسؤولة عن تجلط الدم عند وجود جروح.
- تُستخدم إبر المناعة كنوع من البروتين المُصنع لتعزيز قدرة الجهاز المناعي من خلال:
- تحفيز نخاع العظم لإنتاج كرات الدم البيضاء.
- زيادة فعالية كرات الدم البيضاء.
- تقوية ودعم جهاز المناعة لمرضى السرطان بعد العلاج الكيميائي أو الإشعاعي.
- تستهدف إبر المناعة نخاع العظم لتحفيزه على إنتاج كرات الدم البيضاء، مما يعيد توازنها الطبيعي في الجسم.
- مع زيادة عدد كريات الدم البيضاء، يصبح الجسم أكثر قدرة على مكافحة العدوى.
- تزداد مناعة الجسم تدريجيًا مع كل جرعة من جرعات العلاج المناعي المحددة، وتصل إلى الحالة الطبيعية خلال فترة تصل إلى شهر تقريبًا.
- في حالات معينة، قد يستغرق الجسم وقتًا أطول للعودة إلى المناعة الطبيعية بعد التعرض لبعض الأمراض.
أعراض إبر المناعة لمرضى السرطان
إبر المناعة تؤثر على الجسم من خلال تحفيز نخاع العظام وتفاعل البروتين الموجود فيها. لدى المريض، يمكن أن تظهر بعض الأعراض مثل:
- تختلف طريقة تفاعل إبر المناعة بحسب عدة عوامل مثل نوع المرض والجرعات، حيث قد تظهر بعض الأعراض أو كلها.
- تشمل الأعراض الشائعة:
- الشعور بالغثيان وزيادة الرغبة في القيء.
- زيادة درجة الحرارة، وقد تصل إلى الحمى.
- ألم في العظام، خاصة في:
- عظام الحوض.
- عظام الفخذين.
- عظام الذراعين.
- انخفاض عدد الصفائح الدموية.
- الأعراض الأقل شيوعًا:
- صعوبة في التنفس وضيق.
- السعال.
- الرعاف.
- احمرار موضع الإبرة.
- احتمالية حدوث التهاب في موضع الإبرة.
- ألم في موضع الإبرة.
- تسبب الإبرة تغييرات في نتائج اختبارات الدم، حيث تظهر زيادة في نسب الاختبارات مثل:
- dehydrogenase
- alkaline
- phosphatase
مضاعفات وأعراض إبر المناعة
يجب الاتصال بالطبيب فورًا عند ظهور أي من الأعراض التالية على مريض السرطان بعد استخدام إبر المناعة:
- ارتفاع درجة الحرارة إلى 38 درجة مئوية أو أكثر.
- الشعور بالبرد والقشعريرة.
- ضيق في التنفس.
- خفقان القلب بشكل سريع.
- النزيف المستمر.
- ألم في العظام لا يستجيب للمسكنات.
- ظهور الإكزيما في مناطق مختلفة من الجسم.
كيفية تقوية مناعة مريض السرطان
يمكن تعزيز جهاز المناعة باتباع نظام غذائي صحي وعادات صحية أخرى خلال فترة العلاج، مما يساعد على تسريع زيادة المناعة والمحافظة عليها. يمكن القيام بما يلي:
- اتباع نظام غذائي صحي غني بالعناصر الغذائية المفيدة لرفع مناعة الجسم، مثل:
- الخضراوات والفواكه.
- الحبوب الكاملة.
- البروتينات الخالية من الدهون.
- يفضل تناول 5 وجبات صغيرة خلال اليوم، مما يمنح الجسم الطاقة اللازمة.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم، والذي يساعد على تحسين عمل الجهاز المناعي.
- ممارسة الرياضة بانتظام، مع تجنب الأنشطة المجهدة.
- تجنب مصادر العدوى من خلال الحفاظ على النظافة الشخصية، غسل اليدين، وغسل الطعام جيدًا، بالإضافة إلى الامتناع عن تناول الخضراوات الورقية النيئة.
لا يمكن اختصار الحديث عن إبر المناعة بعد العلاج الكيميائي في بضع جمل، كونها العامل الرئيسي في علاج سرطان الجهاز اللمفاوي، وأداة لا غنى عنها، حتى في حالة توقف العلاج الكيميائي نظرًا لضعف المناعة. لذا يجب على مرضى السرطان التركيز على تعزيز مناعتهم بشكل مستمر.