إن عرف الإنسان ما يُخبئه الله له من خير، لبكى فرحًا، وإن أدرك ما يساوره من عطاءات الله جل جلاله، لبكى من شدة فرحته. لذا، اصبر أيها الشخص الذي ضاق به الحال، فلو كنت تدرك ماذا أعدّه الله لك من النعم، لذابت عيناك من الفرح. وإذا كانت لدينا القدرة على رؤية ما يُدبره الله لنا في عالم الغيب وكيف يرتب لنا شؤوننا، لامتلأت قلوبنا بفرحة لا توصف. نحن ندعو الله بما نشاء، وإذا لم تُستجاب دعواتنا، فهذا يعني أن ما طلبناه ليس خيرًا لنا. إذ لو كنا نعرف كيف يُدبر الله أمورنا، لكانت قلوبنا قد ذابت حبًا له، يليق بنا أن نكون واثقين بأن هناك شيئًا عظيمًا ينتظرنا بعد كل صبر. سيرد الله لنا حقوقنا ويُدخل السرور إلى قلوبنا، وهذا ما وعدنا به ربنا عندما قال: “وبشر الصابرين”. تعرف على فوائد الصبر في هذا المقال من موسوعة.
محتويات
قصص عن الخيرة:
- كثيرًا ما ندعو الله في سواد الليل، ونشعر بالحزن عندما لا تأتي الاستجابة، لكن مع مرور الوقت، ندرك أن الله قد حجب عنا ما تمنيناه لأنه أراد لنا خيرًا. وفي هذه اللحظات، نشكر الله لأنه حمى قلوبنا من أشياء كانت ستجلب لنا الضرر. ويستند هذا الفهم لما أورد الإمام الجوزي رحمه الله في قصة شهيرة تتحدث عن ملك كان لديه وزير حكيم يقبل مشيئة الله في كل ما يحل به. فالخيرات تأتي من عند الله، وما يحدث للوزير إما خير أو شر، إلا أنه يشكر الله على كل ما يعيشه.
الخير فيما اختاره:
- ذات يوم، كان هناك ملك مع وزيره الصالح، وفي خضم تقطيع الملك لفاكهة، جرح إصبعه بشدة، فقال له الوزير: “الخيرة فيما اختاره الله”. غضب الملك غضبًا شديدًا وأمر بسجن الوزير فورا.
- بعد أيام، انطلق الملك في رحلة صيد وتاه في منطقة نائية، حيث وصل إلى قرية تعبد النار وقررت تقديم قربان لآلهتهم. وعندما بدأوا بتجريده من ثيابه، لاحظوا الجرح في إصبعه، وبما أن شروط القربان تتطلب أن يكون الشخص سليمًا، أوقفوا الطقوس وأنقذوا حياته. وعندما عاد الملك إلى مملكته، أطلق الوزير من السجن وعينه مرة أخرى، حيث قال له: “الخيرة فيما اختاره الله، فلو كان إصبعي سليمًا، لكنت قد أُخذت كضحية لهذا القربان.”
لو علم العبد الغيب:
- يقول الإمام ابن القيم: “لو كان العبد على علم بما يُخبئه الغيب وكيفية تدبير الله لأموره، لفهم أنه أحن عليه من والدته ومن والده، ولتغلغل حب الله في قلبه”. ويضيف الشيخ الإسلام: “لو كنت على دراية بالغيب الذي اختاره الله لك، وتمكنت من الاختيار بين ذلك ومشاريع أحلامك، لاخترت حكمة تدبير الله”.
أدعية عن الخيرة:
- اللهم، أستعين بك وحدك، وأتوكل عليك يا رب العالمين، ارزقني بكل خير، واصرف الشر والضرر عني، واجعل القرآن شفيعًا لي ويسر لي أمري، يا رب العالمين. اللهم، اجعل من عبادك مَن يقف بجانبي ويكون عونًا لي في الأوقات الصعبة، ولا تجعلني أحتاج إلى سواك، يا رب العالمين. يا رب، قرب إلي الخير، واصرف عني الشر والمرض، لك الدعاء والصلاة والقيام والطاعة، يا رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بك. يا الله، لا تعسر علينا أمور حياتنا، وارحمنا يا رب العالمين.