تُستخدم كلمة “شيوعي” بشكل متكرر في مختلف الأوساط، لكن غالبًا ما نجهل معناها الحقيقي. لهذا السبب، قمنا في موقع الموسوعة بإعداد هذه المقالة لتسليط الضوء على معاني هذه الكلمة من زوايا متعددة، فلنبدأ معًا.
محتويات
ما هو مفهوم الشيوعية؟
الشيوعية تُعتبر إحدى المذاهب الفكرية والمع ideologies الملحدة، حيث تركز بشكل أساسي على المادية وحدها. وقد أسس هذا المذهب المفكر الألماني (كارل ماركس)، الذي ينحدر من عائلة يهودية وكان أحد أحفاد الحاخام المعروف في التراث اليهودي (مردخاي ماركس).
يتضمن الفكر الشيوعي مجموعة من المبادئ والمعتقدات، ومن أبرزها إنكار وجود الله سبحانه وتعالى، وبالتالي فإن فكرة الأديان تُرفض بصورة عامة، باستثناء الدين اليهودي، حيث يُعتقد أن اليهود يشكلون أقلية مظلومة تحتاج إلى الدعم الديني لتحصيل حقوقها من القوى المسيطرة.
يمثل الأسماء الشهيرة (ماركس، لينين، ستالين) ما يُعرف بمثلث الشيوعية، الذي يعبر عن المبادئ الأساسية التي يتبناها الشيوعيون في مختلف أرجاء العالم.
تفسير الشيوعية في الإسلام:
عند التطرق إلى مفهوم الشيوعية من منظور الإسلام، نلاحظ أنه يرتكز على الألوهية والإلحاد، حيث يتبنى أتباع هذا الفكر مجموعة من الأفكار التي تعتبرها مقدسة وغير قابلة للنقاش، بما في ذلك إنكار وجود الإله تمامًا، واعتبار المادة هي المكون الأساسي لكل شيء، وأن وجود الأمور الأخرى هو أمر نسبي لا يعدو كونه هُلاميًا.
وعلاوة على ذلك، تُعرف الشيوعية بإثارة الفتنة والصراع بين طبقات العمال، حيث يميل الشيوعيون إلى خلق أجواء من العنف والصراع، كما يتم فرض سيطرة صارمة على المجتمعات التي تنضوي تحت لوائها.
الدول الشيوعية:
لقد انتشرت المذاهب الشيوعية عبر مختلف دول العالم، وتأسست في سياقات متعددة. من أبرز البلدان المعروفة بأنها تتبنى الفكر الشيوعي روسيا، والاتحاد السوفيتي السابق، وكوبا، وألبانيا، ورومانيا، وبلغاريا. كما كانت الشيوعية مذهبًا رئيسيًا في الصين، والمجر، وألمانيا الشرقية، فضلاً عن بولندا وتشيكوسلوفاكيا.
من المهم أن نلاحظ أن الفكر الشيوعي، رغم انتشاره الواسع، لم يستمر طويلاً في العديد من الدول. فقد ثبت عدم جدواه وأُعلن عن انهياره في الدول التي تأسس عليها، خاصة بعد نحو 40 عامًا من تطبيق مبادئه، وحوالي 70 عامًا من حكمه في أوروبا.
مع مرور الوقت، بدأت الانتقادات والصراعات تظهر بين مؤسسي الفكر الشيوعي، مما جعل العديد من أتباعه يدركون أن تلك المبادئ لم تعد صالحة للعالم المتغير. وبالتالي، فقد أثبتت الشيوعية بفعل الممارسات المعتمدة عبر السنوات أنها فشلت، وعاد الكثير من الناس مجددًا إلى فطرتهم وقيمهم الدينية.