في هذا المقال المتاح على موقعنا الإلكتروني، نستعرض أهمية واجب المسلمين في اتباع الأنبياء والرسل وطاعتهم. سنقوم باستعراض الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية التي تُبرز أهمية الالتزام بالتعاليم الإسلامية التي أقرها الأنبياء. فقد اختارهم الله سبحانه وتعالى لنشر رسالة الإيمان والتوحيد ودعوة الناس إلى العبادة الصحيحة. ولمن يلتزم بتعليمات دينه، فقد أعد الله لهم جنة ونعيمًا دائمًا، بينما من يعصونه ويخالفون أوامره سيواجه عذابًا أليمًا. وسنقوم في السطور المقبلة بسرد واجبات المسلم تجاه دينه.
محتويات
توضيح واجب اتباع الأنبياء مع الأدلة
في منهج الصف الأول المتوسط، يوجد سؤال مهم يشغل تفكير الطلاب، وهو عن كيفية الالتزام بواجب طاعة الأنبياء عليهم السلام مع الأدلة من النصوص الشرعية. وتنحصر الإجابة في ضرورة توحيد الله وعبادته بشكل حصري، بالإضافة إلى الامتثال لأوامره وأوامر رسله. ولذا فإن طاعة الأنبياء تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من طاعة الله، ويجب على المؤمنين الالتزام بالنهج الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسنته، مع الابتعاد عن الشرك بالله تعالى. ومن الأدلة الدالة على ذلك قوله سبحانه: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة، أنا ومن اتبعني، وسبحان الله، وما أنا من المشركين).
الأدلة على ضرورة طاعة الأنبياء
تعددت الآيات القرآنية التي تشير إلى أهمية طاعة الأنبياء والرسل والاقتداء بهم. ومنها:
- قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [النساء: 64].
- قال الله تعالى: “قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون.” [البقرة: 136].
- قال الله تعالى: “ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين.” [البقرة: 177].
- قال الله تعالى: “كان الناس أمة واحدة، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين…” [البقرة: 213].
- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) [النساء: 59].
- قال الله تعالى: ﴿ فخذوا ما آتاكم الرسول وانتهوا عن ما نهاكم عنه واتقوا الله إن الله شديد العقاب ﴾ [الحشر: 7].
- قال الله تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].
- قال الله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) [النساء: 80].
- قال الله تعالى: “آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون…” [البقرة: 285].
- قال الله تعالى: “إنا أوحينا إليك بنفس الوحي الذي أوحينا به إلى نوح والأنبياء الذين جاءوا بعده…” [النساء: 163-165].
- قال الله تعالى: “وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى” [النجم: 3-4].
- قال الله تعالى: “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي” [آل عمران: 31].
- قال الله تعالى: “وإذ أخذ الله ميثاق الأنبياء لما آتيتكم من كتاب وحكمة، ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم، فتؤمنوا به وتنصروه…” [آل عمران: 81].
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله.”
- قال الترمذي: “كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى”، سئل: “ومن يأبى يا رسول الله؟” قال: “من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى”.
الواجبات التي يجب على المؤمن الالتزام بها تجاه دينه
يجب على المسلم المحافظة على تعاليم الدين الإسلامي الغالي وطاعة الله ورسله وعبادته بالطريقة الصحيحة. وهناك عدة واجبات تقع على عاتقه لتحقيق الجنة والنعيم. ومن أهم هذه الواجبات:
- أركان الإسلام الخمسة تعتبر الأساس الذي يبنى عليه الدين الإسلامي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصيام رمضان.”
- الإيمان الحقيقي يقتضي الإيمان بأركان الإيمان الستة، وهي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر. ويجب على المسلم التمسك بها بصدق.
- يسعى المؤمن لتنفيذ أوامر الله بحب وإخلاص، ويبتعد عن المحرمات بدافع الخوف والرغبة في رضوان الله.
- تعد أوامر الله أساس حياة المؤمن وشأنها الأكثر أهمية في قضاياه اليومية.
- لا يترك المؤمن نفسه لهيمنة الرغبات الهوائية، بل يتأمل ويستشير قواعد دينه قبل اتخاذ أي قرار.
- تتطلب عبادة الله إخلاصًا بالغًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى…” وأكد على أهمية الإخلاص.
- يعتبر المؤمن الله كأنّه يراه، وهذا يمثل المعنى الحقيقي للإيمان، مع الالتزام بالتعاليم سواء في السر أو العلن.
- من الضروري اتباع الأسباب والتوكل على الله في جميع الأمور، والاعتقاد بقدوم الخير دائمًا.
- يتواصل المؤمن مع الله في دعائه، لأنه على دراية بأن كل شيء بيد الله، وأن الأقدار مكتوبة ولا يمكن تغييرها إلا بإرادته.
- تشعر العبادة المؤمن بلذة فريدة، ترتبط بقربه من الله.
- لا يكتفي المؤمن بعبادة الفروض بل يحرص على التقرب إلى الله بالنوافل طمعًا في الثواب.
- قال الله في الحديث القدسي: “من عاداني لي وليا فقد أذنت له بالحرب…”، وهذا يعبر عن قرب الله من عباده والرعاية الإلهية المستمرة.
لقد استعرضنا أهمية واجب المسلم في اتباع الأنبياء والرسل والأدلة المؤيدة لذلك. إذا كنت مهتمًا بمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع، ننصحك بقراءة مقالات تتناول دعوة التوحيد، وشجرة الأنبياء والرسل، وأسماء جميع الأنبياء، بالإضافة إلى مفهوم الإيمان وأركانه.