نقدم لكم مجموعة من القصائد الرائعة للشاعر نزار قباني، الذي يعتبر شاعر المرأة بامتياز. لقد استطاع بمهارة فائقة تقديم قضايا المرأة والمشاكل الإنسانية والقومية من خلال كلماته. يُعد نزار فارس الشعر السوري، وقد أبدع العديد من المطربين في أداء قصائده سواء في الماضي أو الحاضر. في الأسطر القادمة، سنستعرض أبرز قصائده بموسوعتنا.
محتويات
أجمل قصائد نزار قباني الرومانسية
- على الرغم من أن نزار قباني استكشف العديد من التجارب الذاتية والأفكار المتعلقة بالعالم من حوله، إلا أن الجمال الفريد لقصائده يعود أيضًا إلى أن الكثير من المطربين قد غنوا له.
- على سبيل المثال، قدم الفنان عبد الحليم حافظ أغنية “الفنجان”، بينما غنت نجاة “إلى رجل”. وفايزة أحمد أبدعت في أداء “رسالة من امرأة”، بينما لطيفة غنت “تلومني الدنيا”. كما غنى كاظم الساهر العديد من القصائد مثل “إلا أنت” و”إلى تلميذة” و”أكرهها” و”الحب المستحيل” و”الرسم بالكلمات” و”أحبيني بلا عقد”.
قصائد نزار قباني الرومانسية
من بين قصائده الرومانسية المتميزة، نجد قصيدة (إلى وشاح أحمر) التي يرسم فيها مشاعر جياشة، حيث يقول:
سألتك: كيف جمعت الجراح؟ فجاءت كوشاح يعربد. قنديل نارٍ ووهجٍ .. بكف الرياح. ويطفو، ويرسو، وقد يستريح ببعض النواح. على أي وجهٍ يرف، وانهار أي صباح؟ إذا التمح النهد، ثار، وحار وهز الجناح، وحط على مقعدي زنبقٍ وعشي صداح. ليجمع زهراً، ويقطف فلاً ويجني أقاح. وعند الجدائل يحصد ظلاً وعطراً مباح. أبيح شبابي، لنهر لهيبٍ إلى أين؟ من صحتي تطعمين عروق الوشاح. إلى أين؟ من صحتي تطعمين عروق الوشاح.
قصائد نزار قباني عن الشوق
وعن الشوق، يعبر نزار ببلاغة في قصيدته (رسالة من تحت الماء)، التي غناها عبد الحليم حافظ:
إن كنت صديقي، ساعدني كي أرحل عنك. أو كنت حبيبي، ساعدني كي أشفى منك. لو أني أعرف أن الحب خطير جداً، ما أحببت. لو أني أعرف أن البحر عميق جداً، ما أبحرت. لو أني أعرف خاتمتي، ما كنت بدأت. اشتقت إليك، فعلمني أن لا أشتاق. علمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق. علمني كيف تموت الدمعة في الأحداق. علمني كيف يموت القلب وتنتحر الأشواق. إن كنت نبياً، خلصني من هذا السحر. حبك كالكفر، فطهرني من هذا الكفر. إن كنت قوياً، أخرجني من هذا اليم. لأني لا أعرف فن العوم. الموج الأزرق في عينيك يجذبني نحو الأعمق، وأنا ما عندي تجربة في الحب، ولا عندي زورق. إن كنت أعز عليك، فخذ بيدي، فأنا عاشقة من رأسي حتى قدمي. إني أتنفس تحت الماء. إني أغرق. أغرق. أغرق.
قصائد نزار قباني عن الفراق
قصيدة (أسألك الرحيلا) للشاعر نزار، التي غنتها نجاة، تعد من أعظم ما كُتب في موضوع الفراق:
لنفترق قليلاً. لخير هذا الحب يا حبيبي وخيرنا. لنفترق قليلاً لأنني أريد أن تزيد في محبتي. أريد أن تكرهني قليلاً بحق ما لدينا. من ذكرى غالية كانت على كلينا. بحق حب رائع ما زال منقوشاً على فمينا. ما زال محفوراً على يدينا. بحق ما كتبته إلي من رسائل. ووجهك المزروع مثل وردةٍ في داخلي. وحبك الباقي على شعري وعلى أناملي. بحق ذكرياتنا! وحزننا الجميل وابتسامنا وحبنا الذي غدا أكبر من كلامنا وأكبر من شفاهنا. بحق أحلى قصة للحب في حياتنا، أسألك الرحيلا. لنفترق أحبابا. فالطير في كل موسمٍ تفارق الهضاب. والشمس يا حبيبي تكون أحلى عندما تحاول الغياب. كن في حياتي الشك والعذاب. كن مرةً أسطورة، وكن مرةً سرابا. وكن سؤالاً في فمي لا يعرف الجواب. من أجل حب رائع يسكن منا القلب والأهداب. وكي أكون دائماً جميلةً وكي تكون أكثر اقترابا، أسألك الذهابا. لنفترق ونحن عاشقان.. لنفترق برغم كل الحب والحنان. فمن خلال الدمع يا حبيبي أريد أن تراني، ومن خلال النار والدخان أريد أن تراني. لنحترق، لنبك يا حبيبي، فقد نسينا نعمة البكاء منذ زمان. لنفترق كي لا يصير حبنا اعتياداً وشوقنا رماداً. وتذبل الأزهار في الأواني. كن مطمئن النفس يا صغيري، فلم يزل حبك ملء العين والضمير. ولم أزل مأخوذةً بحبك الكبير. ولم أزل أحلم أن تكون لي. يا فارسي، أنت ويا أميري! لكنني أخاف من عاطفتي، أخاف من شعوري. أخاف أن نسأم من أشواقنا، أخاف من وصالنا، أخاف من عناقنا. فباسم حب رائع أزهر كالربيع في أعماقنا، أضاء مثل الشمس في أحداقنا. وباسم أحلى قصة للحب في زماننا، أسألك الرحيلا. حتى يظل حبنا جميلاً. حتى يكون عمره طويلاً، أسألك الرحيلا..