احس فيني جني

تتجلى في القرآن الكريم والسنة النبوية أدلة قوية على وجود الجن وقدرتهم على التأثير على البشر. ففي سورة البقرة، يقول الله تعالى: `الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس` (البقرة/275). وقد أفادت الأحاديث الصحيحة أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أكد: `إن الشيطان يجري في جسم ابن آدم مثل جري الدم`.

أعراض المس

أعراض المس
أعراض المس

توجد مجموعة من الأعراض التي تشير إلى وجود مس أو جن يعانون من احتلال إنسان ما، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:

• الإصابة بالسحر قد تسبب شعورًا دائمًا بالصداع، وكذلك حالة من الخمول والكسل المستمر، بالإضافة إلى التوتر والأرق المزمن، وأعراض أخرى مثل الشعور بالضيق والاكتئاب، وتقلب المزاج بصورة مفاجئة، والتغير المفاجئ في المشاعر النفسية.

• ومن بين علامات الإصابة بالمس، تجنب الشخص كل ما يتعلق بحياته الشخصية والشعور بالاشمئزاز من التواجد مع أفراد أسرته، بالإضافة إلى الشعور بالعزلة عن العمل والنسيان المتكرر، مما يجعله شخصًا انطوائيًا.

• يعاني المصاب بالمس أيضًا من مشاعر مشابهة للوسواس القهري، فضلاً عن حالات من الفزع والخوف، حيث يتعرض لنوبات تشبه نوبات الصرع رغم عدم تشخيصه بهذا المرض.

• من الأعراض المميزة للإصابة بالمس، عدم انتظام النوم، حيث قد يرى المريض كوابيس مزعجة، ويعاني من حالة من الخمول المشبوه دون أسباب واضحة.

• ومن العلامات الأخرى التي تشير إلى وجود المس، شعور الشخص بالضيق في صدره مع حزن دائم، بالإضافة إلى علامات ضعف الإيمان وتراجع في أداء العبادات المفروضة عليه.

علاج المس

علاج المس
علاج المس

يعتمد علاج حالة المس على اتباع مجموعة من الإجراءات التي ينبغي على المصاب الالتزام بها لضمان التعافي من الأعراض. وتشمل هذه الإجراءات ما يلي:

• العلاج الشرعي يتضمن قراءة الرقية الشرعية والحرص على أذكار الصباح والمساء وأذكار الدخول والخروج من المنزل، بالإضافة إلى أذكار النوم ودخول الخلاء.

• ينبغي على الشخص أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. فقد روى أبو الدرداء أنه سمع الرسول يقول: `أعوذ بالله منك`، ثم تضاعف التركيز عند ذكره `ألعنك بلعنة الله` ثلاث مرات، وقد أظهرت هذه الحالة أن دعاء النبي كان فعّالاً في دفع الأذى الذي أراده إبليس، وهذا أشار إليه في حديثه الصحابي أبو هريرة أيضاً.

• يُفضل أيضًا على المصاب الدعاء في الصباح والمساء، وفقًا لما ورد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: `ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء.` وقد روى الترمذي وصححه، بالإضافة إلى روايات أخرى.

• قراءة الآيات الأخيرة من سورة البقرة تعد من الإجراءات المهمة، حيث أن الشياطين لا تدخل بيتًا تُقرأ فيه هذه الآيات، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. فقد قال: `لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.` كما أن قراءتها في الليل تمثل حماية قوية من الأذى.

• يجب التركيز على قراءة سورة الكرسي، حيث أنها تعتبر من الآيات الطاردة للشياطين، وقد ذُكرت قصة أبو هريرة مع الشيطان في هذا السياق، حيث أوصاه النبي بقراءتها قبل النوم لحمايته، مما يدل على أهمية هذه الآية في التقرب إلى الله والتخلص من تأثيرات الجن.

Scroll to Top