تعتبر إذاعة الكويت واحدة من أبرز المحطات الإذاعية في الوطن العربي، حيث تم تأسيسها بفضل جهود جماهيرية كبيرة وساهمت في تحقيق مستوى عالٍ من التطور الإذاعي، مما جعلها تمثل رمزًا للإعلام العربي بين الأمم. على الرغم من التحديات التي واجهتها في مسيرتها، فإنها لا تزال تحتفظ بمكانتها المرموقة. في هذا المقال سنتناول أبرز المعلومات حول إذاعة الكويت.
محتويات
إذاعة الكويت
بدأت إذاعة الكويت كمشروع تحت عنوان إذاعة “شيرين”، الذي أطلقه “مراد بهبهاني” في عام 1948. وبعد العديد من الجهود المتواصلة، تم تدشينها رسميًا في عام 1951.
افتتح أول بث إذاعي في الكويت في الساعة السابعة مساءً من يوم 12 مايو عام 1951، في إحدى غرف قصر نايف، الذي كان حينها أحد مباني الشرطة الكويتية، وكان تحت إشراف الشيخ عبد الله المبارك.
في بداية نشاطها، كانت إذاعة الكويت تقدم محتوى محدود، يقتصر على بث القرآن الكريم وعدد قليل من البرامج.
ظل الشيخ عبد الله المبارك رئيسًا للإذاعة حتى عام 1960، حيث أطلق الجملة الشهيرة “هنا الكويت”، التي أصبحت تذكرنا بإذاعة مصر.
شكلت فترة الثمانينات ذروة ازدهار الإذاعة الكويتية، إذ انتقلت إلى “مجمع الإعلام” واستفادت من أحدث تقنيات البث، مما ساعد على تطوير كفاءة العاملين في هذا المجال.
في عام 1969، توسعت ساعات البث لتصل إلى 10 ساعات و40 دقيقة، حيث حققت الإذاعة زمنًا مزدهرًا. من أبرز الشخصيات في تلك الفترة كانت نورية السداني، رضا الفيلي، عبد الله خلف، وحميد السعيدان، وغيرهم من المذيعين المتميزين.
حرصت الإذاعة الكويتية أيضًا على تنظيم دورات تدريبية متقدمة لتطوير مهارات المذيعين والمخرجين، مما ساعد في تعزيز مستوى الإنتاج الإذاعي.
خلال هذه الفترة، توسعت شبكة إذاعة الكويت لتصل إلى مجموعة واسعة من المناطق في الوطن العربي، الشرق الأوسط، والأراضي الأمريكية وبعض الدول الأوروبية.
أجهزة راديو الكويت
قدمت شركة “مراد بهبهاني” أجهزة الراديو الأولى للإذاعة الكويتية، حيث كانت البداية مع الشيخ أحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، الذي كان من أوائل من اقتنوا هذا الجهاز عند افتتاح الفرع الثاني للشركة، كونه دخل أجهزة الراديو إلى البلاد في عام 1934.
تطور إذاعة الكويت
مع تزايد عدد موظفي الإذاعة والمذيعين المتميزين، بدأت هناك محاولات للتشويش على بث الإذاعة. لذا، قام المسؤولون بالتعاون مع مهندس مصري للحصول على أجهزة إرسال فعالة، وتعاونوا مع شركة ماركوني في مصر.
ازدادت أعداد موظفي هيئة الإذاعة والتلفزيون، وانضم العديد من الأسماء اللامعة مثل حمد المؤمن، أحمد الشرباصي، وعبد الله النوري.
توسعت تنوع محتوى البرامج الإذاعية لتشمل الفقرات الترفيهية والدينية، بالإضافة إلى برامج القرآن الكريم.
تفخر إذاعة الكويت بتقديم تلاوة القرآن الكريم على يد أول قارئ لها، الشيخ عبد الحميد السيد.
من جهة أخرى، بثت الإذاعة الكويتية العديد من أغاني الفنانين الكويتيين مثل عبد الله الفضالة ومحمود الكويتي، إلى جانب مجموعة من أغاني الفنانين المصريين مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب.
في عام 1960، حصلت الإذاعة الكويتية على جهازي إرسال بقدرة 5 كيلووات لكل جهاز، وبعد ذلك تم زيادة الطاقة إلى 10 كيلووات، مما أدى إلى توسيع ساعات البث إلى ست ساعات ثم عشر ساعات.
في نفس العام، تم إطلاق أول نشرة إخبارية للإذاعة في شهر أكتوبر، مما ساهم في زيادة ساعات البث إلى 16 ساعة، وارتفاع عدد النشرات الإخبارية إلى أربع نشرات يوميًا.
تجارب إذاعية
في السبعينات، شهدت الكويت عدة محاولات فردية لإطلاق إذاعات جديدة، على سبيل المثال، قام بعض الشباب الجامعيين بتأسيس إذاعة في منطقة الفيحاء، ولكنها لم تكن رسمية. في ذلك الوقت، كانت هناك ثلاث إذاعات غير رسمية، وهي “إذاعة الفيحاء”، “إذاعة صوت الفيحاء”، و”إذاعة الشباب من الفيحاء”.
خلال السبعينات والثمانينات، حققت إذاعة الكويت تقدمًا ملحوظًا في كافة الأصعدة، بما في ذلك تحسين أجهزة البث وزيادة قوة الإرسال، فضلًا عن تطوير الكوادر الإذاعية وتنوع البرامج وزيادة ساعات البث.
تلك كانت مجموعة من المعلومات حول إذاعة دولة الكويت، ونشأتها، وتطورها، وتأثيرها على الجمهور الكويتي، والتحديات التي واجهتها. تابعوا مقتطفات جديدة من موسوعتنا.