اذاعة عن الرفق والتسامح

إذاعة مخصصة للحديث عن الرفق والتسامح، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن موضوع إذاعتنا اليوم على موسعتكم يتناول موضوعين هامين، وهما الرفق والتسامح. ومن الضروري أن نبدأ بتعريف كل منهما بشكل فردي. فلفظ الرفق يشير إلى اللين واللطف والعطف في التعامل مع كل من الإنسان والحيوان والنباتات، بينما التسامح يعكس أيضاً اللين والاستعداد للعفو والتخفيف في التعامل مع الآخرين.

دعونا نبدأ حديثنا حول الرفق والتسامح بآيات من القرآن الكريم، حيث ذكر الله سبحانه وتعالى أهمية التسامح في كتابه:

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الذين كفروا: لن نؤمن بالقرآن ولا بما نازل علينا من الآيات. ولو رأيت حال الظالمين يوم القيامة وهم مقيدون بالعذاب عند ربهم، لرأيت كيف يتشاور الظالمون فيما بينهم. يقول الضعفاء للمتكبرين: “لولا أنتم لكنا مؤمنين بالله وبما أرسل من رسل”. ورد المتكبرون بالقول: “إنما ضللناكم بعد أن جاءكم الرسول بالحق”. لكنكم كنتم مجرمين. ويقول الضعفاء: “بل هو كان مكراً لكم، وأمرتمونا أن نكفر بالله ونجعل له شركاء، وأخفيتم الندامة حين رأيتم العذاب العظيم”. وقد أضعنا الأغلال في أعناق الكافرين، فهل يجازون إلا بما كانوا يعملون؟” [سورة سبأ: 31، 33].

صدق الله العظيم.

الأحاديث النبوية حول التسامح والرفق:

الأحاديث النبوية حول التسامح والرفق:
الأحاديث النبوية حول التسامح والرفق:
  • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن أبغض الناس إلى الله الألد الخصم”. رواه البخاري.
  • كما قال صلى الله عليه وسلم: “رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضىً”. رواه البخاري.
  • تؤكد هذه الأدلة من القرآن والسنة على أهمية الرفق والتسامح في الإسلام، وأنهما من أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهما ضروريان في حياتنا اليومية وفي تعاملنا مع الآخرين.

أشكال التسامح:

أشكال التسامح:
أشكال التسامح:

تتمثل بعض صور التسامح في الحياة في النقاط التالية:

  • أولاً: التسامح في الحق:

    أولاً: التسامح في الحق:
    أولاً: التسامح في الحق:

لا يعني التسامح في الحق التنازل عن الباطل، بل ينبغي لمن يمتلك حقاً ما أن يسامح خصمه في حال تسبب ذلك في حزنه، وتلك تعد من أعلى درجات التسامح.

  • ثانياً: التساهل في استرداد المال المعار:

    ثانياً: التساهل في استرداد المال المعار:
    ثانياً: التساهل في استرداد المال المعار:

إذا أعار الشخص مالاً لمن يحتاج، من الأفضل عدم الإلحاح في المطالبة به، حتى لا يشعر المدين بالإحراج. ويمكن أيضاً التسامح بالتنازل عن جزء من الدين، وفي حال قدر الشخص على التنازل عن المبلغ كاملاً، فإن له الأجر والثواب عند الله، ويمكن أيضاً تأجيل موعد استرداد المال.

  • ثالثاً: إعادة القرض بشكل أفضل:

    ثالثاً: إعادة القرض بشكل أفضل:
    ثالثاً: إعادة القرض بشكل أفضل:

لا تعني هذه النقطة الربا، بل هي تعبير عن الشكر الجزيل لمن قدم العون في وقت الحاجة، ويمكن تقديم هدية بدلًا من المال الفائض.

  • رابعاً: التسامح مع الشركاء:

    رابعاً: التسامح مع الشركاء:
    رابعاً: التسامح مع الشركاء:

لا يقتصر التسامح على المجال المالي فقط، بل يجب أن يشمل كل المعاملات. والشريك هنا قد يكون شريك عمل أو شريك دراسة، كما يتضمن ذلك الشريك في الحياة الزوجية.

  • خامساً: التسامح مع المسيء:

    خامساً: التسامح مع المسيء:
    خامساً: التسامح مع المسيء:

يتمثل التسامح في العفو عن الذين يسيئون إلينا بأقوالهم أو أفعالهم. ولكن يجب أن نتذكر أن الانتقام في بعض الحالات لا يعني التسامح. وإذا تمكنا من العفو عن المسيء الأقوى، فهذا يعكس عظمة تسامحنا وقربنا من الله.

ومن الأخبار السارة حول التسامح، هو إطلاق جامعة بريطانية دورة تدريبية تستمر لمدة حوالي عشرين أسبوعاً، تعلم من خلالها معنى التسامح الحقيقي، وأن الغضب والكره لا يعدو كونها أمراضاً معنوية يجب التخلص منها. لذا، يجب علينا أن نتحلى بالرفق والتسامح لنحقق شعور الرضا ونهضي بمسؤولياتنا أمام الله ورسوله.

Scroll to Top