تعتبر الصلاة حجر الزاوية في الدين الإسلامي، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة. إذا كانت الصلاة صحيحة، فإن سائر أعمال العبد تسير على نفس النمط، أما إذا كانت صلاة العبد فاسدة، فإن ذلك يؤثر على جميع أعماله. بالصلاة يجد الإنسان الراحة لروحه وهدوء لنظره، كما كان يردد الرسول صلى الله عليه وسلم: “أرحنا بها يا بلال”. لذا، فإن الأب يشدد على تعليم الصبي الصلاة في سن السبع سنوات ويتابع تدريبهم حتى سن العشر، وفي هذه الإذاعة، سنستعرض جوانب مهمة عن الصلاة.
محتويات
تعريف الصلاة:
- الصلاة هي العبادة الأساسية التي يتقرب بها المسلم إلى الله، وهي فرض واجب على كل مسلم بالغ عاقل، مهما كانت جنسه. تعتبر الصلاة أحد الأركان الخمسة للإسلام. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ: شَهَادَةِ أن لا إلهَ إلا الله وأنَّ مُحَمَّدًا رسولُ الله، وإقامَ الصَّلاةِ، وإيتاءَ الزَّكاةِ، وصَومِ رَمَضانَ، وحَجِّ البَيتِ لِمَنِ اسْتَطَاعَ إليهِ سَبِيلاً.” ويحتم الإسلام أداء خمس صلوات يوميًا، تعادل ثوابها خمسين صلاة، وقد فرضت الصلاة في مكة خلال الإسراء والمعراج.
آداب الصلاة:
- من الآداب المهمة في الإسلام عدم التثاؤب أثناء الصلاة. يتوجب على المسلم كبح جماح التثاؤب، لأنه يعتبر مكروهًا وهو من تأثيرات الشيطان. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب”.
- إحدى الآداب الأخرى هي عدم تشبيك الأصابع خلال الصلاة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا توضأتَ فأحسنت وضوءكَ ثم خرجت عامداً إلى المسجد فلا تشبكن بين أصابعكَ”.
- يُفضَّل الابتعاد عن أي تشتيت أو أي شيء قد يلفت انتباه المصلين أثناء أدائهم للصلاة. فقد قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم قرام عائشة لأنه كان يشغل ذهنه في الصلاة، قائلاً: “أميطي عنا قرامك هذا، فإن تصاويره لا تزال تعرض لي في صلاتي”.
- استخدام السترة في الصلاة هو أمر مستحب، وبالرغم من أنها ليست فرضًا، إلا أنها تساعد على إحياء سنة الرسول وتجنب رؤية المصلين لبعضهم البعض، كما تمنع مرور الآخرين أمام المصلين.
فضل الصلاة:
- فضل الانتظار للصلاة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن المصلي يبقى في صلاته ما دامت الصلاة تحبسه، ولا يمنعه من العودة إلى أهله إلا الصلاة.” كما تُصلي الملائكة على المصلي ما دام في مسجده ما لم يحدث، وتقول: “اللهم ارحمه، اللهم اغفر له”.
- فضل الصلاة مقارنة بالنهر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مثل الصلوات الخمس كمثل نهر يجري عند باب أحدكم، يغسل منه كل يوم خمس مرات”.
- فيما يتعلق بالنوافل: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما يحاسب عليه العبد المسلم يوم القيامة كصلاة المكتوبة، فإن أداها كاملة فهو مفلح، وإن لم يفعل، يُنظر إن كان له من تطوع، فإن كان له تطوع فستكون الفريضة قد أتمت بتطوعه”.
- أما فضل السنن الراتبة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صبر على أداء اثنتي عشرة ركعة من السنة، بنى الله له بيتًا في الجنة، أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعده، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر”.
- خصوصية سنة الفجر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها”.
- أما الوتر وصلاة الضحى: أوصى أبو هريرة بأن النبي صلى الله عليه وسلم أوصاه بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأيضًا بأداء ركعتي الضحى وصلاة الوتر قبل النوم.
- فضل سنة الظهر: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صلى قبل الظهر أربعًا وبعدها أربعًا حرمه الله على النار”.
- فضل صلاة العصر وصلاة الصبح: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صلى البردين دخل الجنة”.
حكمة عن الصلاة:
- قال أبو القاسم الشابي: “يا قلبي، صل إلى الله، لأن الموت قادم وفي ذلك الوقت لا يبقى سوى الصلاة”.
- عندما تشتد الأوجاع، فإن الصلاة والصبر يمكن أن يكون لهما دور فعال في تخفيف المعاناة وإعادة التوازن للنفس.
هل تعلم… عن الصلاة:
- أداء صلاة الفجر بانتظام يُعد وسيلة وقائية من أمراض القلب.
- الخشوع في الصلاة يساهم في تنظيم تدفق الدم داخل الجسم.
- فرضت الصلوات الخمس على المسلمين خلال رحلة الإسراء والمعراج، حيث كانت في البداية خمسين صلاة، ولكن تم تخفيضها إلى خمس، مع احتفاظ كل صلاة بثواب خمسين صلاة.
آيات وأحاديث عن الصلاة:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصلاة عمود الدين، إذا قُبِلتْ قُبِلَ مَا سِوَاهَا، وإذا رُدّتْ رُدَّ مَا سِوَاهَا”.
- وذكر أيضاً: “الله الله الله في الصلاة فإنها عمود الدين، فمن أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم الرجل يتعاطى المساجد، فاشهدوا له بالإيمان”.
- وأكد الرسول صلى الله عليه وسلم: “الصلاة هي العهد بيننا وبينكم، فمن تركها فقد كفر”.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان القرآن حديثه، والمسجد بيته، بنى الله له بيتا في الجنة”.
- قال الله تعالى في سورة البقرة: “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ۚ وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله ۗ إن الله بما تعملون بصير”.
- وورد عن الله تعالى: “وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ”.
- وفي آيات أخرى: “والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم، ومن يغفر الذنوب إلا الله، ولم يُصِروا على ما فعلوا وهم يعلمون”.
- قوله تعالى: “إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، ولم يخش إلا الله، فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين”.
- قال الله تعالى: “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ”.
- واختتم القول: “لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، والمؤمنون بالله واليوم الآخر، أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما”.