طرح أحد المعلمين المتخصصين في اللغة العربية سؤالًا على طلابه يتعلق بقواعد النحو في اللغة العربية: “أكمل العبارة التالية: إذا كان الفاعل مثنى يرفع؟” وتناقشت الإجابة بين الطلاب، وكان هناك من اعتقد أنها صحيحة وآخرون رأوا عكس ذلك. هنا سنتناول الإجابة الصحيحة عن هذا السؤال.
محتويات
إذا كان الفاعل مثنى يرفع
من المعروف أن الفاعل في اللغة العربية هو اسم مرفوع أو في محل رفع، يسبقه فعل تام مبني للمعلوم أو شبهه. ويجب التنويه إلى أن الجملة في اللغة العربية قد تكون اسمية أو فعلية، وفي هذا السياق، سوف نركز على الفاعل في الجملة الفعلية التي تتألف من فعل وفاعل ومفعول به.
- يمكن القول إن الفاعل في الجملة الفعلية يمكن أن يكون اسمًا ظاهرًا أو اسمًا مستترًا أو ضميرًا مستترًا أو ضميرًا ظاهرًا. ومن هنا يمكن استنتاج أن الفاعل له أشكال وأنواع متعددة، وله خصائص تميزه في الجملة الفعلية.
- أما بالنسبة للفعل، فهو لا يتغير في صيغته بتغير الفاعل بين المثنى أو الجمع، بل يبقى على حاله كما هو مع الفاعل المفرد.
- وبذلك، فإن إجابة السؤال المطروح في بداية هذا المحتوى هي: إذا كان الفاعل مثنى، فإنه يرفع بالألف.
تعريف الفاعل
الفاعل هو اسم مرفوع يأتي بعد فعل مبني للمعلوم ويظهر من خلاله الفاعل الذي قام بالفعل. مما يؤكد أهمية الفاعل في الجملة الفعلية كركيزة أساسية لا يمكن حذفها بسهولة.
- يُذكر أن الفاعل هو الذي يصف الفعل، مثل: زيد القائم، زيد الساجد، وزيد المسافر.
- كما يمكن أن يشمل الفاعل في الجملة الفعلية اسمًا ظاهرًا أو اسمًا مستترًا أو ضميرًا مستترًا أو ضميرًا ظاهرًا.
- كما أشرنا سابقًا، فإن الفعل يظل ثابتًا دون تغيير حالته مع الفاعل المثنى أو الجمع، كما يفعل مع المفرد.
- يتخذ الفاعل أشكالاً متعددة، حيث يمكن أن يكون مفردًا، مثنى، أو جمعًا بأنواعه، مثل جمع المذكر السالم وجمع المؤنث السالم.
إعراب الفاعل
يقول المبرد: “إن الفاعل يرفع لأنه المبتدأ الذي يصلح له السكوت، ويجب أن يكون له معنى للمخاطب”. فالفاعل والفعل يشبهان الابتداء والخبر، كعبارة “قام زيد” التي تعني نفس الشيء كعبارة “القائم زيد”. وكما هو معلوم، الفاعل يرفع بينما المفعول به ينصب لتحديد الفاعل.
- بالنسبة للفاعل المفرد: يُرفع الفاعل والضمة الظاهرة تدل على ذلك، لأنه مفرد.
- الفاعل المثنى: هو فاعل مرفوع ويُرفع بالألف لأنه مثنى، بينما يُنصب ويُجر بالياء قبل النون.
- جمع مذكر سالم: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
- جمع مؤنث سالم: فاعل مؤنث مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
أنواع الفاعل
تتعدد أنواع الفاعل في الجملة الفعلية، إذ يتحدد نوع الفاعل بناءً على احتياجات الجملة أو السياق المستخدم فيه. ومن بين أنواع الفاعل في الجملة الاسمية:
- يجب أن يكون الفاعل اسمًا ظاهرًا في الجملة الفعلية.
- يمكن أن يأتي الفاعل ضميرًا في الجملة الفعلية.
- قد يظهر الفاعل فيما يعرف بمصدر مؤول.
- يمكن أن يظهر الفاعل أيضًا في صيغة جملة، سواء كانت فعلية أو اسمية ضمن سياق الجملة الفعلية.
صور الفاعل
يمكن أن يظهر الفاعل في الجملة الفعلية بعدة صور، بما في ذلك:
- يمثل اسم ظاهر في كلمة واحدة ضمن الجملة الفعلية.
- يمكن أن يكون الضمير متصلًا ومرفوعًا، حيث تكون الضمائر المتصلة دائمًا في حالة الرفع، مثل: “وتبين لكم كيف فعلنا بهم.”
- يمكن أن يظهر الفاعل كضمير مستتر، كما في “قل الحق ولو كان مرًا” حيث يُفترض أن الفاعل هو “أنت”.
- يمكن أن يظهر الفاعل كاسم إشارة في الجملة الفعلية، مثل “هذا” و”هذه”، ويُعرب في محل رفع الفاعل إذا جاء بعد الفعل مباشرة.
- تُعتبر الأسماء الموصولة أيضًا من صور الفاعل، حيث يمكن أن تُعرب كاسم موصول في محل رفع الفاعل، مثل “ذهب الذي نجح”، حيث يأتي “الذي” كاسم موصول مبني على السكون في محل رفع الفاعل.
- بجانب هذه، المصدر المؤول يشكل صورة من صور الفاعل، كما في قوله تعالى: “ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله”، حيث يُعتبر “أن تخشع” مصدرًا مؤولاً ويعرب في محل رفع الفاعل.
خصائص الفاعل
يتميز الفاعل في الجملة الفعلية بثلاث خصائص رئيسية، وهي: وجوب إفراد الفعل مع الفاعل، وتأنيث الفعل وفقًا للفاعل، توفير علامة التأنيث في بعض الأفعال. وسنتناول هذه الخصائص من خلال النقاط التالية:
- بالنسبة لخاصية وجوب إفراد الفعل مع الفاعل، فإنه لا يتغير بتعدد الفاعل، ويمكن أن نرى ذلك في الجمل: “نجح الطالب”، “نجح الطالبان”، “نجح الطلاب”.
- أما بشأن تأنيث الفعل، فيجوز تأنيث الفعل في حالتين: إذا كان الفاعل اسماً مؤنثًا حقيقيًا، أو إذا كان الفاعل ضميرًا مستترًا.
- تُصنف الأسماء المؤنثة إلى نوعين: مؤنث حقيقي، مثل: “النحلة طارت”، ومؤنث مجازي، كما في: “الشمس أشرقت”.
- يتم التأنيث للفعل بحركة الضمة في ثلاث حالات: إذا كان الفاعل مجازيًا للتأنيث، أو كان الفاعل مفصولًا حقيقيًا عن الفعل بفاصل، أو إذا كان الفاعل جمع تكسير، مثل: “حضرت الرجال”.
- بالنسبة لتأنيث الأفعال، فإنه يحدث في حالتين: في الماضي، مثل “قرأت”، “قامت”، وفي المضارع، مثل “تقرأ”، “تقوم”.
وبهذا نكون قد توصلنا إلى الإجابة عن سؤال “إذا كان الفاعل مثنى يُرفع؟” وعلمنا أنه يرفع بالألف.